منذ سنوات قليلة فقط، كان الذكاء الاصطناعي موضوعًا في أفلام الخيال العلمي. واليوم أصبح جزءًا من حياتنا اليومية: في هواتفنا، في السيارات، وحتى في طريقة بحثنا عن المعلومات.
لكن يبقى سؤال مشوّق:
من صنع هذا العالم المذهل؟ هل هم الرجال الذين وضعوا الأسس؟ أم النساء اللواتي ركّزن على التطبيقات العملية؟
الرجال: واضعو الأسس وبناة القواعد
🔹 آلان تورنغ (1912 – 1954)
وضع ما يُعرف بـ اختبار تورنغ: وهو سؤال بسيط لكنه ثوري → هل يمكن لآلة أن "تفكر" مثل الإنسان؟
هذا السؤال أصبح أساس علم الذكاء الاصطناعي. الفائدة؟ بفضله بدأنا نفكر في الحاسوب ليس فقط كآلة حساب، بل ككيان يمكنه اتخاذ قرارات.
🔹 جون مكارثي (1927 – 2011)
هو من اخترع مصطلح Artificial Intelligence (الذكاء الاصطناعي) سنة 1956. كما أنشأ أول لغة برمجة متخصصة بالذكاء الاصطناعي (LISP).
الفائدة؟ لولاه ربما لم نكن لنستخدم اليوم مصطلح "AI" الذي صار جزءًا من حياتنا.
🔹 جيفري هينتون (مواليد 1947)
يُلقب بـ "أب التعلم العميق". ما هو التعلم العميق؟
هو تقنية تحاكي طريقة عمل الدماغ البشري عبر الشبكات العصبية الاصطناعية. بفضله أصبحت الأجهزة تتعرف على الصور والأصوات بشكل شبه بشري.
الفائدة؟ بفضل أبحاثه صار ممكنًا أن يتعرف هاتفك على وجهك، وأن تترجم جوجل النصوص بدقة أعلى.
النساء: رائدات التطبيقات والتفاصيل
🔹 أدا لوفلايس (1815 – 1852)
أول مبرمجة في التاريخ. وضعت فكرة أن الحاسوب يمكنه أن يفعل أكثر من الحسابات → يمكنه تأليف الموسيقى، الرسم، وربما التفكير.
الفائدة؟ هي من فتحت الباب لرؤية الكمبيوتر كـ "مبدع" وليس مجرد آلة حساب.
🔹 كارين سبارك جونز (1935 – 2007)
قدمت فكرة "وزن تكرار الكلمات" في النصوص، وهي أساس محركات البحث اليوم.
الفائدة؟ عندما تكتب كلمة في جوجل وتظهر لك أفضل النتائج، فأنت تستفيد من عملها.
🔹 فاي فاي لي (مواليد 1976)
قادت مشروع ImageNet. ما هو ImageNet؟
هو قاعدة بيانات ضخمة تضم ملايين الصور المصنفة، استُخدمت لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعرف على الأشياء.
الفائدة؟ بفضله صار الذكاء الاصطناعي قادرًا على التمييز بين قطة وكلب، بين سيارة وطائرة، بل وحتى التعرف على وجهك في الصور.
أمثلة واقعية من حياتنا اليومية
- بفضل تورنغ ومكارثي: أصبح الذكاء الاصطناعي مجالًا علميًا معترفًا به.
- بفضل هينتون: يمكنك التحدث مع المساعد الصوتي في هاتفك، أو أن يقترح يوتيوب فيديوهات تناسب ذوقك.
- بفضل أدا لوفلايس وكارين: أصبحت البرمجة والبحث الإلكتروني ممكنين وسهلين.
- بفضل فاي فاي لي: صار بإمكان فيسبوك التعرف على أصدقائك في الصور تلقائيًا.
النتيجة النهائية: تكامل لا منافسة
الرجال قدّموا الهياكل النظرية، والنساء أضافن التطبيقات العملية.
الذكاء الاصطناعي لم يكن سباقًا بينهما، بل شراكة تاريخية.
لو لم يوجد آلان تورنغ، ربما لم نكن نتحدث عن "ذكاء اصطناعي".
ولو لم توجد فاي فاي لي، ربما لم يكن ممكنًا تطبيق هذا الذكاء في حياتنا اليومية.
الخاتمة
الذكاء الاصطناعي اليوم هو ثمرة عقول تكاملت، لا صراع بين رجل وامرأة.
فالعبقرية لا تُقاس بالجنس، بل بالفكرة والفرصة.
ومستقبل الذكاء الاصطناعي سيصبح أكثر إبداعًا إذا كان المجال مفتوحًا للجميع بالتساوي.
الذكاء الاصطناعي, الرجل أم المرأة, المبتكرون, أدا لوفلايس, آلان تورنغ, فاي فاي لي, التعلم العميق, إيمج نت, تاريخ الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي, المبتكرون, التكنولوجيا, التعليم, القانون, التاريخ
#الذكاء_الاصطناعي #المبتكرون #الرجل_أم_المرأة #أدا_لوفلايس #آلان_تورنج #فاي_فاي_لي
Tags
تكنولوجيا